كان لعشاق الشعر والمتنغمين بقوافيه في مساء ماطر لقاء بطعم خاص، يحتفى فيه بديوان خرج من دواخل انثى ليعبر المكان و الزمان ويثير كافة الإنفعلات في أعماق ذات انثى اخرى,ليكتب هذا الحب اللامتناهي، كلمات ديوان ،كبرت فيه ذات الشاعرة حسنة عدي وتألقت ابداعيا،وأتحفت المستمع بباقة عنونتها بأكبر فيك امتدادا.
ليمتد الحس الشعري لحسنة عدي ويكبر ويطرح، كنمودج لموضوع ندوة علمية،حول بلاغة قصيدة الذات،صورة الاخت في الشعر النسائي المعاصر”،افتتحت صفحات هاته الندوة بتراتيل شعرية ألقتها الباحثة والشاعر حسنة عدي على المسامع،ليتدخل الدكتور عز العرب إدريسي ازمي بعد ذلك لينسق بين فقرات كان المراد منها تنقيح المحتوى الشعري الذي بين أيديهم؛أكبر فيك امتدادا”، فالتجربة الشعرية الجادة حسب ما خطته يد الدكتور عز العرب الادريسي اليزمي لاتكون بحال من الأحوال أحادية المأخد،فهي التي تأخد القارئ الى ينابيع توليفية تارة ،وتسلمه اإلى عوالم شتى من الإبداع الرصين بما يقتضيه من قراءة خاصة.”
ولعل هاته القراءة الخاصة هي التي أسالت لعاب النقاد ليتناولوا النص الشعري من جوانب عدة،حيث درس الدكتور المصطفى المكاوي،البعد التداولي في الخطاب الشعري المعاصر”قصيدة أكبر فيك امتدادا .”ليفصل في أساليب التعبير في الخطاب الشعري،ويكشف لنا التنوع والغنى الذي امتاز به هذا الديوان.
وكان لزاما أن يتم الوقوف على التجربة الشعرية،وبالضبط عند سؤال الأخت في الشعر النسائي المعاصر،لنجد الدكتور المصطفى الفاتح يختصر علينا مسافات الفهم بعبارة صريحة:”فاحتفاء انثى بأنثى هذا شيء يستحق التأمل والدراسة،خاصة وإن العنوان يحيل على رسالة إنسانية مفعمة بنبل المشاعرالصادقة والتماهي مع المخاطبة حد الإنصهار.”
أما الحديث عن بلاغة قصيدة ديوان أكبر فيك امتدادا ، نجد انفسنا أمام صور بلاغية بتوزيع خطي مستحدث يعبر عن فكر الشاعرة وأحاسيسها وتوجساتها في خطابها الموجه الى اختها،كما عبر عن ذلك الدكتور فؤاد عاقل في معرض دراسته لبلاغة القصيدة.
وكان لختام الندوة الشعرية وقع خاص،بتوقيع وأداء صوتي لحسنة عدي يجعل القارئ يؤمن بكلمات القصيدة ويصل للحظة ماتعة تبعث على الإنتشاء وتجدد فرح الشعر على حد قول الدكتور محمد فوزي.
إن التجربة الشعرية الفريدة تبتغي و قوفا جادا واحتراما فعليا،فليس أمامنا غير مواصلة التصفيق مع الكثير من التودد لسماع القصائد التي تكبر في ذات الشاعرة حسنة عدي وتمتدد ،لتخلق تجارب شعرية مخلدة، شريطة أن تجد من يحتويها كما الشأن لجمعية نفس جديد،التي تجدد دعمها لمنابيع العلم والثقافة. كما هو الحال لمؤسسة عبد الواحد القادري بالجديدة،التي تفتح أبوابها لعموم الندوات واللقاءات.