زاكورة تستقبل أمطار الخير وسط ارتياح الفلاحين وتحذيرات من الأضرار

القضية بريس3 مايو 2025آخر تحديث : منذ 7 أشهر
القضية بريس
جهات
زاكورة تستقبل أمطار الخير وسط ارتياح الفلاحين وتحذيرات من الأضرار

شهد إقليم زاكورة، خلال اليومين الماضيين، تساقطات مطرية مهمة همّت مختلف الجماعات الترابية، وأدخلت البهجة إلى نفوس الفلاحين والسكان، بعد شهور من الجفاف.

 

 

وتراوحت كميات الأمطار بين المتوسطة والغزيرة، ما ساهم في إنعاش التربة وتجديد الفرشة المائية، ومنح دفعة قوية للموسم الفلاحي، خاصة بالنسبة للمزروعات البورية وأشجار النخيل.

 

غير أن هذه التساقطات لم تخلُ من بعض الآثار السلبية، إذ سجلت السلطات المحلية والمصالح التقنية خسائر مادية محدودة، تمثلت في انجراف التربة بعدد من الحقول الفلاحية، وانقطاع مؤقت لبعض الطرق والمسالك غير المعبدة، خصوصًا في المناطق الجبلية والوديان.

 

كما أدى تدفق المياه بشكل مفاجئ إلى تلف بعض المزروعات المبكرة، خاصة الخضروات والأعلاف التي كانت في مراحل حساسة من النمو، وهو ما قد ينعكس سلبًا على مداخيل بعض الفلاحين الصغار.

 

ورغم هذه الخسائر الجزئية، يرى عدد من المتتبعين أن هذه الأمطار تبقى إيجابية في مجملها، وقد تشكّل بداية موسم فلاحي واعد إذا ما تواصلت التساقطات بشكل منتظم خلال الأسابيع المقبلة.

 

وتظل الحاجة ملحّة لتسريع عمليات صيانة الطرق القروية، وتوفير الدعم للفلاحين المتضررين، لضمان استقرار النشاط الفلاحي وتعزيز الأمن الغذائي بالإقليم.

 

وفي تصريح خصّ به جريدة القضية بريس الالكترونية، أوضح عبد الجليل أخريف، رئيس جماعة زاكورة، “أن المنطقة شهدت تساقطات مطرية قوية وغير مسبوقة، أدت إلى حدوث سيول جارفة خلقت نوعًا من الارتباك.

وأكد في الوقت ذاته أن هذه الأمطار كانت كثيفة، ونتجت عنها فيضانات لم يعتد عليها سكان المنطقة، مضيفًا أن البنية التحتية لم تكن مهيأة بما يكفي لمواجهة مثل هذه الظواهر الطبيعية.

 

وأشار أخريف إلى أن السلطات المحلية، إلى جانب الحماية المدنية والمصالح الجماعية، جندت جميع الوسائل والإمكانيات المتاحة، وكانت الاستجابة فورية رغم التحديات.

 

كما عبّر عن ارتياحه لكون هذه السيول لم تخلف خسائر في الأرواح، مشيدًا بجهود فرق الإنقاذ في احتواء الوضع.

 

أسباب الظاهرة وآثارها

وفي تفسيره لهذا الظاهرة، أوضح الدكتور العربي بغازي، دكتور في الجغرافيا الطبيعية وخبير في المناخ، أن الاضطرابات الجوية الأخيرة ناتجة عن تشكّل منخفض جوي فوق المحيط الأطلسي، أدى إلى كسر المرتفع الأصوري الذي كان يهيمن على الأجواء، ما تسبب في تساقطات مطرية غزيرة وعواصف رعدية همّت مناطق الجنوب الشرقي.

 

وأضاف أن هذه الظاهرة نتجت عن صعود كتل هوائية مدارية دافئة واصطدامها مع هواء بارد قادم من المنخفض الأطلسي، ما أدى إلى تشكّل خلايا رعدية قوية، خصوصًا في الأطلس الكبير الأوسط ومناطق الجنوب الشرقي.

 

وأشار إلى أن هذه الخلايا كانت مصحوبة أحيانًا بتساقط البَرَد، ما ألحق أضرارًا ببعض المحاصيل الزراعية، خاصة في إقليمي زاكورة وتنغير.

 

ورغم هذا التأثير السلبي، أكد الدكتور بغازي أن هذه التساقطات سيكون لها وقع إيجابي على المدى المتوسط، من خلال رفع منسوب السدود، وتجديد المياه الجوفية، وإنعاش المجالات الرعوية التي عانت من الجفاف خلال الفترة الأخيرة.

الاخبار العاجلة