أسدل الستار مساء السبت 2 غشت 2025 على فعاليات الدورة الأولى للمعرض الجهوي للصناعة التقليدية بجهة درعة تافيلالت، المنظم بمدينة تنغير من طرف غرفة الصناعة التقليدية للجهة تحت إشراف عمالة إقليم تنغير، وبدعم من كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني ومؤسسة دار الصانع، وذلك تحت شعار: “تعاونيات الصناعة التقليدية: قاطرة للتنمية المجالية المندمجة”.
امتدت فعاليات المعرض من 26 يوليوز إلى 2 غشت 2025، وشكّلت محطة بارزة لدعم الحرفيين والتعاونيات وتحفيز الاقتصاد المحلي عبر الصناعة التقليدية، في انسجام مع الخصوصيات الثقافية والمجالية للجهة.
وقد استقطب المعرض أكثر من 80 ألف زائر من مختلف مناطق المغرب ومن أفراد الجالية المغربية بالخارج وسياح أجانب، محققًا رواجًا اقتصاديًا ناهز 2.5 مليون درهم، وهو ما يعكس الإقبال المتزايد على المنتجات التقليدية الوطنية والثقة في جودتها.
وتميّز المعرض إلى جانب عرض المنتجات التقليدية بتنظيم برنامج علمي وثقافي غني، شمل ندوات أطرها أكاديميون وخبراء مغاربة تناولت مواضيع مرتبطة بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وتحديات التعاونيات النسوية في الوسط القروي، ودور الجماعات الترابية في إنعاش الاستثمار المحلي.
كما تم تنظيم ورشات تطبيقية وتحسيسية لفائدة الصناع والتعاونيات حول بطاقة الصانع، السجل الوطني، التغطية الصحية، الجودة، والتسويق الرقمي، إلى جانب زيارات ميدانية لتعاونيات محلية بهدف تبادل الخبرات الناجحة. وشهد المعرض أيضًا أنشطة ثقافية واجتماعية متنوعة، تضمنت عروضًا فلكلورية جسدت غنى التراث المحلي، ومسابقة في حفظ وتجويد القرآن الكريم بشراكة مع المجلس العلمي المحلي، وحملات تحسيسية بالسلامة الطرقية من تنظيم الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، وحملة للتبرع بالدم بشراكة مع الوكالة المغربية للدم ومشتقاته.
واختُتمت فعاليات المعرض بحفل تكريمي تم خلاله تتويج واحد وعشرين تعاونية وصانعًا تقليديًا بجوائز أفضل رواق وأفضل منتوج تقليدي وأفضل تفاعل مع الزوار، إضافة إلى تكريم صناع وشخصيات ساهمت في تطوير القطاع لعقود ومنسقي الندوات ووسائل الإعلام التي غطت التظاهرة، حيث مُنحت شواهد تقديرية ودرع التقدير اعترافًا بمساهماتها في إنجاح هذه الدورة الأولى.
وقد شملت الجوائز مشاركين من مختلف أقاليم المملكة، حيث توجت تعاونية أهل الجيد من إقليم السمارة في صنف المنتوجات المجالية، وتعاونية تمزضوين من إقليم خنيفرة في نسج الزرابي، وتعاونية إكرام الشاوش من إقليم القصر الكبير في المنتوجات النباتية.
أما على مستوى جهة درعة تافيلالت، فقد توجت من إقليم تنغير كل من تعاونية أرث أفوس في الديكور، والصانع محمد محفوظ في النقش على الخشب، والصانع الحسين صديقي في النقش على الخشب، وتعاونية تسوريفت في الصياغة، والصانع سعيد الوردي في النقش على الخشب، والصانع علي سالم في صناعة الفخار، وتعاونية أزلاك في صناعة الخناجر.
ومن إقليم الرشيدية توجت الصانعة سمية العابد في الديكور، وتعاونية البور في الديكورات الخشبية، وتعاونية فن الأصيل في النقش على الخشب، وتعاونية أسلاب في صناعة الفخار.
أما إقليم ورزازات فقد حصدت الجوائز فيه تعاونية أغانيم في المنتوجات النباتية، وتعاونية أيت حجو في نسج الزرابي، بينما توجت تعاونية تاودا ن الخير من إقليم ميدلت في نسج الزرابي، والصانع مصطفى الطالب من إقليم زاكورة في الخياطة التقليدية.
كما تم منح جوائز لمنشطي الورشات المهنية، وهم جمعية حرفيي الزليج والرخام، وتعاونية المضايق للمجوهرات والصياغة، والصانع حسن حطوشي.
وأجمع المشاركون والمنظمون على أهمية تثبيت هذا الموعد سنويًا وتوسيعه ليشمل مختلف أقاليم الجهة بالتناوب، مع الدعوة إلى خلق فضاءات دائمة لعرض وتسويق منتجات الصناعة التقليدية، وتوفير آليات دعم ومواكبة تقنية لفائدة الصناع والتعاونيات، خاصة لفائدة النساء والشباب بما يعزز تمكينهم الاقتصادي والاجتماعي.
واختتم الحفل بتلاوة برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى السدة العالية بالله جلالة الملك محمد السادس.
