حين تمتزج الإنسانية بالواجب، ويصبح الأمن أكثر من مجرد مؤسسة حامية، بل حضناً دافئاً يحتضن أحلام الأطفال وآمالهم، تتجلى الصورة الأجمل للشرطة المواطِنة. في مشهد مؤثر سيبقى راسخاً في ذاكرة المغاربة، أقدم عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، على تكريم الطفلة تسنيم أزواغي، التي لم تتجاوز سنواتها القليلة، لكنها حملت في قلبها عشقاً كبيراً للبذلة الزرقاء، وحلماً صادقاً بأن تصبح شرطية تخدم وطنها يوماً ما.
في التفاتة إنسانية غمرها الدفء، منح الحموشي الطفلة زياً رسمياً لجهاز الشرطة ولوحة إلكترونية تعليمية، في لحظة خيمت عليها مشاعر الفخر والفرح والدموع، لتصبح تسنيم أصغر من ارتدت البذلة الشرطية بحب واعتزاز، ولتتجسد من خلالها قيم القرب والرحمة التي تميز مؤسسة الأمن الوطني المغربية.
وقد احتضنت ولاية أمن فاس حفلاً رمزياً بهذه المناسبة، حضره والي الأمن وعدد من الأطر والعناصر الأمنية، إلى جانب أسرة تسنيم، التي عاشت لحظات استثنائية وهي ترى ابنتها تحظى بهذا التكريم الذي تجاوز حدود الشكل، ليصل إلى عمق الروح والوجدان. ارتدت الطفلة زيها بفخر، تجولت بين المكاتب والمصالح الأمنية، وتلقت الشرح من رجال ونساء الأمن الذين تعاملوا معها كما لو كانت واحدة منهم.

هذه المبادرة ليست مجرد حدث رمزي، بل هي رسالة بليغة من مؤسسة الأمن الوطني بأن دورها لا يقتصر على حفظ النظام وحماية الأرواح، بل يمتد إلى رعاية المشاعر الإنسانية، وغرس قيم المواطنة والانتماء في قلوب الجيل الصاعد، ليشبّ الأطفال على الثقة والاحترام تجاه جهاز يمثل الأمن والكرامة في آن واحد.
أسرة تسنيم عبّرت عن امتنانها العميق لـ عبد اللطيف الحموشي، معتبرة أن هذه اللفتة الكريمة كشفت عن وجه إنساني بديع للمؤسسة الأمنية، التي استطاعت أن تدخل الفرحة إلى بيتهم، وترسم على وجه طفلتهم ابتسامة لن تُنسى. كما نوهت العائلة بحفاوة الاستقبال ودفء المعاملة من جميع عناصر الأمن بولاية فاس، في مشهد صادق عكس حقيقة الشعار الذي تحمله المؤسسة: “الشرطة في خدمة المواطن”.
لقد برهنت هذه البادرة أن الإنسانية هي قلب الأمن المغربي، وأن مؤسسة الأمن الوطني ليست فقط درعاً واقية للوطن، بل أيضاً قوة ناعمة تبني الثقة وتزرع الأمل وتؤمن بأن حب الوطن يبدأ من طفلٍ صغير يحلم أن يخدم بلاده بزيٍ رسمي.
إنها لحظة مغربية خالصة.. تختصر كل القيم التي يتوارثها أبناء هذا الوطن، وتُعيد التذكير بأن شعار “الله – الوطن – الملك” ليس مجرد كلمات تزيّن الشارات، بل عهدٌ يتجدد جيلاً بعد جيل في القلوب قبل الميادين.










































