تم رسميا تمديد مفاوضات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغيرات المناخية (كوب 30)، التي تشارك فيها حوالي 200 دولة، بعد عجز الوفود عن التوصل إلى اتفاق نهائي حول قضية الوقود الأحفوري، وذلك خلال الاجتماعات المنعقدة بمدينة بيليم بالبرازيل.
واستمرت المناقشات دون تحقيق أي تقدم ملموس في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، رغم مرور أسبوعين من المفاوضات التي اتسمت بخلافات حادة، مع بقاء احتمال التوصل إلى اتفاق خلال الليل قائما.
ويعتبر غياب التضمين الصريح للوقود الأحفوري في مشروع القرار النهائي محور الخلاف الرئيسي، حيث تواصل دول من بينها الصين والهند وروسيا معارضة أي إشارة قد تفتح الباب أمام تحديد جدول زمني للتخلي عن الطاقات الأحفورية، مبررة موقفها بضرورة الحفاظ على مسارها التنموي والاقتصادي. في المقابل، يؤكد الاتحاد الأوروبي وكولومبيا ومجموعة واسعة من الدول أن اختتام المؤتمر دون التزام واضح بخفض تدريجي لهذه الطاقات سيكون غير مقبول.
وتعترض عملية التوصل إلى توافق نهائي ثلاث قضايا إضافية، تتعلق بمستوى الطموح في المساهمات المحددة وطنيا، والتدابير التجارية الأحادية، وتمويل التكيف مع المناخ.
ونشرت الرئاسة البرازيلية، صباح أمس الجمعة، نسخة جديدة من مشروع النص النهائي، مع حذف مقترح رئيسي يهدف إلى وضع خطة انتقالية للقضاء التدريجي على استخدام الوقود الأحفوري، وهو المقترح الذي كان يحظى بدعم أكثر من 80 دولة. وقد أثار هذا الحذف موجة انتقادات قوية بين الوفود.
وفي فترة بعد الزوال، أصدر الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، بيانا باسم 40 دولة يطالب بإعادة إدراج التزام واضح بخفض استخدام الوقود الأحفوري ضمن نص الاتفاق.
كما أدى الحريق الذي اندلع أول أمس الخميس بالمنطقة الزرقاء التابعة للأمم المتحدة، وتسبب في تعطيل المفاوضات لساعات، إلى إرباك الجدول الزمني وزيادة الضغط على الوفود المشاركة.
وفي ظل ارتفاع حدة التوتر، دعا رئيس المؤتمر، أندريه كوريا دو لاغو، إلى التحلي بـ”الواقعية”، بينما حذر مفوض المناخ في الاتحاد الأوروبي، فوبكي هوكسترا، من احتمال اختتام المؤتمر “دون اتفاق”.
