أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، السبت، أن الاحتفال بالنسخة 101 لمهرجان حب الملوك بصفرو، الذي يعود تاريخه إلى أكثر من قرن، يعكس عمق الامتداد التاريخي للمغرب وغنى وتنوع تراثه الثقافي، وانتشاره إقليمياً ودولياً.
وأضاف بنسعيد، في كلمة ألقاها نيابة عنه الكاتب العام لقطاع الشباب بالوزارة، مصطفى مسعودي، خلال الحفل الختامي للحدث الذي امتد على مدى أربعة أيام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن انخراط الوزارة في تنظيم المهرجان ينبع من إيمانها الراسخ بالقيمة الثقافية والحضارية لهذا الحدث، الذي يمثل لحظة بارزة في مسار تثمين التراث المغربي الأصيل.
وأشار الوزير إلى أن تصنيف مهرجان حب الملوك ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة اليونسكو هو اعتراف دولي قوي بقيمة هذا الحدث، الذي يحمل في طياته مهارات وفنون تعكس روح التسامح وقيم التعايش بين مكونات الشخصية المغربية المختلفة.
وأوضح بنسعيد أن غنى وتنوع التراث المغربي يجعله هدفاً لمحاولات “القرصنة” من جهات متعددة، مما دفع الوزارة إلى تكثيف جهودها لتوطين هذا التراث في بيئته الأصلية وحمايته وتوثيقه، عبر تعاون مع منظمات دولية، على رأسها اليونسكو.
وفي هذا السياق، ذكر الوزير بالرسالة الملكية السامية التي وجهها جلالة الملك محمد السادس في 2022 إلى المشاركين في الدورة السابعة عشرة للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي التي انعقدت في الرباط، حيث أعلن جلالته عن إنشاء مركز وطني للتراث الثقافي غير المادي، مهمته تثمين المكتسبات في هذا المجال، في إطار العناية الملكية السامية بتراث الأمة وهويتها.
وأضاف أن هذا التوجه يتماشى مع السياسة الثقافية الوطنية التي تجعل حماية التراث أولوية استراتيجية، باعتبار أن ثراء وتنوع الموروث المغربي يشكلان ركيزة أساسية للهوية الثقافية للمملكة ورافعة لبناء مغرب متجذر في تاريخه ومنفتح على المستقبل.
وأعرب الوزير عن شكره لكافة الفاعلين والمساهمين في إنجاح هذا الملتقى، وعلى رأسهم عامل إقليم صفرو، والمجلس الجماعي لمدينة صفرو، وموظفي قطاع الثقافة، ورجال السلطة، والقوات العمومية من أمن ودرك ووقاية مدنية، بالإضافة إلى فعاليات المجتمع المدني.
وفي مساء السبت، نظم حفل كبير تميز باستعراض موكب “ملكة حب الملوك” ووصيفاتها وسط حضور غفير من سكان المدينة وزوارها. ويعد هذا الحفل من أبرز لحظات المهرجان الذي يُطفئ هذه السنة شمعة دورته الـ101.
وتضمن الموكب لوحات فنية رائعة جسدت الموروث الشعبي التقليدي لصفرو ومحیطها، حيث تصدرت العربة الخاصة بملكة حب الملوك ووصيفاتها المشهد، والتي ينتظرها زوار المهرجان بشغف في كل دورة.
وشمل برنامج الحفل عروضاً فنية وثقافية ورياضية قدمتها فرق محلية من مختلف الجماعات الترابية بإقليم صفرو، ساهمت جميعها في إبراز غنى وتنوع الموروث الثقافي للمنطقة، وأضفت على المهرجان طابعاً احتفالياً يعكس عمق التنوع والتعايش المغربي.
ويعد مهرجان حب الملوك مناسبة سنوية للاحتفاء بفاكهة الكرز، وما ينسج حولها من معارف ومهارات وأشكال تعبيرية واحتفالية، مع إلقاء الضوء على القيم التي جسدها منذ تأسيسه عام 1919.
وتضمن البرنامج أنشطة ثقافية وتراثية موازية، مثل ندوات ومعارض تراثية، ومعارض للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، إلى جانب منتوجات فلاحية وصناعات تقليدية، وعروض لفنون التبوريدة.
يُذكر أن مهرجان حب الملوك حظي منذ عام 2012 باعتراف منظمة اليونسكو، حيث أُدرج ضمن التراث الثقافي غير المادي للإنسانية في القائمة التمثيلية للمنظمة.







































