أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، أن آلاف اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب وجدوا أنفسهم عالقين على الحدود مع جنوب السودان، وذلك نتيجة الانخفاض الحاد في التمويل الدولي المخصص للمساعدات الإنسانية، مما تسبب في تعليق عمليات نقلهم إلى مناطق أكثر أمانًا.
وأكدت المنظمة الدولية للهجرة أنها اضطرت، منذ الأول من يونيو الجاري، إلى توقيف استخدام وسائل النقل المختلفة — من قوارب وحافلات وطائرات — التي كانت تنقل النازحين إلى مناطق آمنة داخل جنوب السودان، وذلك بسبب نفاد الموارد المالية وتدهور الأوضاع الأمنية وصعوبة الوصول.
وفي بيان رسمي، اعتبرت المديرة العامة للمنظمة، إيمي بوب، أن “ما يحدث غير مقبول”، مضيفة أن هؤلاء اللاجئين الذين فروا من العنف والحرب، لا يمكن أن يُتركوا عالقين عند الحدود “دون وسيلة للوصول إلى بر الأمان أو أمل في إعادة بناء حياتهم”.
وحذرت المنظمة من أن هذا الوضع الخطير يفاقم الضغط على المجتمعات المحلية المستضيفة، ويزيد من احتمال اندلاع التوترات والأوبئة، في ظل تناقص الوصول إلى الموارد الحيوية مثل المياه، والخدمات الصحية، والأراضي، ووسائل العيش.
ويأتي هذا التطور في وقت يشهد فيه السودان منذ أبريل 2023 صراعًا داميًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من عشرة ملايين شخص داخليًا، ونزوح ما يزيد عن أربعة ملايين إلى خارج البلاد، بينهم أعداد كبيرة اتجهت جنوبًا نحو دولة جنوب السودان، التي تعاني بدورها من هشاشة أمنية واقتصادية منذ استقلالها سنة 2011.
وتتوقع المنظمة الدولية للهجرة وصول نحو 125 ألف لاجئ إضافي إلى جنوب السودان ما بين يوليو ونهاية السنة، في حين أن 43 ألفًا منهم سيحتاجون إلى دعم لوجستي للنقل، ما دفع المنظمة إلى إطلاق نداء طارئ لجمع تمويل قدره 6.5 ملايين دولار لضمان استئناف هذه العمليات.
ويشار إلى أن الأزمة الراهنة تأتي في سياق تراجع عالمي واسع في التمويل الإنساني، بعد قرارات سياسية اتخذتها عدة دول كبرى — أبرزها الولايات المتحدة — بتقليص مساعداتها الخارجية، وهو ما أدى إلى اضطرابات في استجابة المنظمات الأممية للأزمات المتفاقمة في عدد من مناطق النزاع، وعلى رأسها السودان.







































