وقال الطالبي العلمي في كلمة له في مستهل الجلسة المشتركة التي عقدها مجلسا البرلمان، اليوم الثلاثاء، اللاستماع لخطاب رئيس الجمهورية الفرنسية، إن استقبال الرئيس الفرنسي برحاب البرلمان “يكتسي أكثر من رمز، وهو في جزء منه عربون على أن بَلَديْنا يتقاسمان، قيمًا نبيلة عديدة (…) ويتعلق الأمر بقيم الديمقراطية، وحقوق الانسان، والتعددية السياسية، والحزبية ودولة القانون والمؤسسات المنبثقة عن الانتخابات الحرة”.
وأضاف “إن هذا البرلمان الذي يستقبلكم اليوم، هو الذي يتشرف بأن تربطه علاقات تعاون وحوار، ويقيم منذ سنوات توأمة مؤسساتية مع الجمعية الوطنية الفرنسية ومع مجلس الشيوخ، وهو ما ييسر تقاسم الممارسات الفضلى وتبادل الزيارات والحوار في سياق ما أحوجَ الديموقراطية المؤسساتية إلى روافدَ تعززها، وترسخُ ثقة المواطنين فيها”.
وأبرز الطالبي العلمي في هذا السياق، أن البرلمان المغربي يعد “أحدَ تجليات النضج الذي حققتُه الديموقراطية المغربية والإصلاحات التي تُرَاكِمُها المملكة مُؤَسسَةٍ لنموذجِ ديموقراطي، أصيلٍ ومتأصل، يؤطرُه دستور متقدم تحرري عَصَبُه كفالةُ حقوق الإنسان والحريات والتعددية والتنوع، باعتبارها شروطا للتقدم والتنمية والاستقرار”.
وذكر رئيس مجلس النواب بهذه المناسبة، بما ورد في الخطاب الملكي السامي الذي وَجَّهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى أعضاء البرلمان بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية الحالية يوم 11 اكتوبر الجاري، حيث عبر جلالته باسمه الشخصي وباسم الشعب المغربي عن أصدق عبارات الشكر والامتنان لفرنسا على الدعم الصريح لمغربية الصحراء وسيادة المملكة على كامل ترابها، ودعم مبادرة الحكم الذاتي في إطار الوحدة الترابية المغربية كأساس وحيد لحل النزاع الاقليمي المفتعل حول الوحدة الترابية للمملكة.
كما عبر باسم نواب الأمة عن “وافر الشكر والعرفان على هذا الموقف المنتصر للشرعية التاريخية”، مؤكدا أن المكونات الممثَّلة في البرلمان المغربي، ومن خلالها الشعب المغربي قاطبة، ستظل تذكر لكم هذا الموقف الحكيم، المنتصر للحق والشرعية، كما أكد ذلك صاحب الجلالة، إذ الأَمْرُ يتعلقُ، في ما يخص الوحدة الترابية للمملكة، بقضيةٍ مقدسةٍ ووجوديةٍ بالنسبة للمغاربة”.