التشكيلية إلهام بودرز.. حين تصبح الألوان نافذة على الروح والهوية المغربية

القضية بريس7 مارس 2025آخر تحديث : منذ يومين
القضية بريس
فن وثقافة
التشكيلية إلهام بودرز.. حين تصبح الألوان نافذة على الروح والهوية المغربية
عبد المجيد راشيدي

في قلب بريطانيا، وبين ردهات المعارض الفنية، تتألق الفنانة التشكيلية المغربية إلهام بودرز، التي استطاعت أن تحفر اسمها في عالم الفن التشكيلي بلمسة استثنائية تجمع بين الأصالة والحداثة، لم يكن طريقها إلى هذا التألق مفروشا بالورود، بل جاء ثمرة لشغف متقد بدأ منذ الطفولة، حيث كانت الألوان تشكل عالمها الخاص، وتترجم مشاعرها وأحلامها على الورق قبل أن تتحول إلى لوحات تعبر عن هوية بلدها وثقافته العريقة.

لم تكن بداية الفنانة التشكيلية إلهام بودرز سوى محاولات طفولية، خربشات بسيطة تحاول تشكيل عالم خاص بها، لكنها سرعان ما تحولت إلى شغف حقيقي بالفن التشكيلي، دفعها إلى تطوير مهاراتها والسفر إلى عوالم الإبداع، في بريطانيا اختارت بودرز أن تتعمق أكثر في هذا المجال، حيث درست النحت وفن الخدع السينمائية في جامعة Bury، مما أكسب أعمالها بُعدا فنيا فريدا يتجاوز حدود اللوحة التقليدية.

تحمل لوحات الفنانة إلهام بودرز بصمة خاصة، حيث تحتل المرأة مكانة بارزة في أعمالها، فهي تراها زهرة متفتحة، ورمزا للقوة والحنان في آن واحد، في إحدى لوحاتها، تظهر امرأة ذات ملامح قوية يلفها مزيج من الألوان الصارخة، وكأنها تعبر عن انصهار المشاعر والتجارب في روح واحدة، هذه اللوحة ليست مجرد صورة، بل رسالة صامتة عن كيان المرأة وحضورها المتألق في مختلف الأزمنة.

تقول إلهام بودرز: “الألوان ليست مجرد أدوات للرسم، بل هي لغة الروح، أستخدمها لأروي قصصا عن تاريخ وثقافة بلدي المغرب، وأدعو من خلالها إلى التأمل والانغماس في التفاصيل التي تعكس أصالتنا وعراقتنا،” هذه الفلسفة انعكست في أعمالها التي غزت البيوت المغربية والغربية على حد سواء، حيث باتت لوحاتها جسرا بصريا يربط بين التراث المغربي والذائقة الفنية العالمية.

في لوحات إلهام، يلتقي الحنين إلى الماضي مع نبض الحاضر، حيث تظهر الرموز المغربية التقليدية ممزوجة بتقنيات معاصرة، مما يجعل أعمالها تحمل بصمة خاصة تجمع بين الأصالة والابتكار وهي تؤكد أن الفن بالنسبة لها ليس مجرد وسيلة للتعبير، بل هو رحلة بحث عن الذات، وعن تلك الجذور العميقة التي تظل حاضرة رغم المسافات.

تصف إلهام بودرز لحظة الرسم بأنها أشبه بالطيران، وكأنها طائر يحلق في سماء الإبداع، حيث تجد في الألوان والعناصر البصرية عالما من المتعة والراحة، ومن خلال هذا الشغف استطاعت أن تجعل لوحاتها تتحدث بلغة يفهمها كل من ينظر إليها، لتبقى أعمالها شاهدا على رحلة فنانة مزجت بين أحاسيسها وجمال تراثها في لوحات خالدة.

إن تجربة إلهام بودرز ليست مجرد قصة نجاح في المهجر، بل هي رؤية إبداعية تعكس كيف يمكن للفن أن يكون جسرا بين الثقافات، ورسالة تتجاوز الحدود لتصل إلى قلوب عشاق الجمال في كل مكان.

الاخبار العاجلة